-A +A
محمد فكري (جدة)
في يوم غليان قبطي، تعرض إعلاميون مصريون اليوم (الأحد) إلى الضرب والطرد والسب بألفاظ خارجة أمام الكاتدرائية القبطية في العاصمة المصرية القاهرة، التي شهدت يوما داميا راح ضحيته 25 قبطيا.

وفي مشهد بدا مفاجئا للبعض، فيما اعتبره آخرون أنه طبيعي في لحظة غضب وغليان، انهال أهالي ضحايا مجزرة الكنيسة البطرسية على الإعلاميين أحمد موسى ولميس الحديدي وريهام سعيد أثناء محاولتهم تغطية الحدث الإرهابي الذي أوقع 75 قتيلا وجريحا، وهو المشهد الذي يثير العديد من علامات الاستفهام، أن تتحول ساحة قتل إلى مسرح للانتقام وتصفية الحسابات.


وأكد شهود عيان أن عددا من المتظاهرين اعتدوا بالضرب على الإعلاميين الثلاثة وطردوهم من محيط الكاتدرائية، فور وصولهم لموقع الأحداث لنقل صورة حية لقنواتهم. وفيما اعتبر متظاهرون أن وجود هؤلاء الإعلاميين الذين يصفهم البعض بأنهم مثيرون للجدل يعد «متاجرة» بالدم المصري خصوصا في لحظة غضب متأجج ومشتعل في النفوس، يرى آخرون أنه لا ذنب لإعلاميين جاءوا لنقل الأحداث والتعبير عن غضب الشارع المصري ضد الإرهاب الأسود الذي يستهدف دولته.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الفيديوهات للاعتداء على الإعلاميين «لميس وريهام وموسى» وطردهم من موقع الحدث الدامي. وأظهرت الفيديوهات حالة الهلع والخوف التي انتابت الإعلاميين وتعرضهم للضرب والسب والاعتداء، من قبل متظاهرين، مرددين «مش وقت متاجرة بالدم». كما أظهرت اللقطات قذفهم بالحجارة أثناء محاولتهم الدخول للكاتدرائية ما أصاب بعضهم بجروح، ولولا تدخل رجال الأمن ووجودهم في الموقع لحدث ما لا تحمد عقباه.

وأثارت مشاهد الاعتداء حالة من الغضب في الوسط الإعلامي، إذ اعتبره إعلاميون أنه سابقة أن يعتدي مواطنون غاضبون على إعلاميين، وهم الذين يستنجدون بهم لحل مشكلاتهم أو نقل الحقائق.

من جانبه، قال الإعلامي أحمد موسى عقب تعرضه للاعتداء إنه تلقى تحذيرات كثيرة قبل ذهابه إلى الكنيسة البطرسية، لكنه أصر على الذهاب ومشاركة المسيحيين أحزانهم، مؤكدا أن من حاول الاعتداء عليه وعلى زميلتيه ريهام سعيد ولميس الحديدي ليسوا مصريين وإنما مندسون لإثارة البلبلة. وأضاف أثناء تقديمه برنامجه أمس، أن من حاول الاعتداء عليه دخلاء على المصريين والكنيسة، مؤكدا أن المصريين الحقيقيين نجحوا في حمايتنا من الذين يهتفون ضد الدولة المصرية، ويحاولون استغلال الأحداث لإثارة الفتنة بين الشعب المصري.